الاخوة والاخوات
يخطئ من يظن أن الجاهل هو الذي لا يعلم
لأن من لا يعلم هو الأمي
أما الجاهل فهو من يعلم قضية تخالف الواقع والحقيقة
ويؤمن بهذه المخالفة على أنها الحقيقة ويتعصب لها
الإنسان ليس ملاكا هابطا ولا حيوانا صاعدا ولا شيطانا رجيما
إنما هو إنسان خلقه الله بالاستعداد للطاعة والمعصية
وبالاستعداد للخير والشر
له ملكة التمييز بين طريقي الهدى والضلال
وهو أهل للترقي كما هو أهل للهبوط وهو مسئول
لا يحمل وزر غيره ولا ينجو من الذنب بكفارة سواه
فمن هو الأمّي أو الجاهل؟
أهو الذي لا يقرأ ولا يكتب؟
أم هو الذي يجهل الكثير؟
من أمور الحياة والتعامل معها؟
وهل اختلفت مقاييس الجهل والأمية في أيامنا هذه عنها في السابق؟
وهل هنالك فرق بين الجاهل والأمّي؟
وفي نظر أخر يرى بان الامي ؟؟هو الذي لا يجيد القراءة والكتابه !!!
والجاهل هو من لايعرف حقيقة الشئ او انه لايريد ان يعرف بمعني ( من جهل من دينه أو دنياه أو من لم يدرك الصواب وفعل المنطق)
واحب ان اضيف.. ان الجاهل هو"المتعلم ولكن فاته شيئ من هذا العلم او تعلم شئ خطأ في هذا العلم ..او تعلم العلم السليم ولكنه حاد عنه"
اما الامي( هو" من فاته علم من العلوم اساسا )وكلنا بالطبع نعلم "ابو جهل"(عمرو بن هشام) كانا من اعلم العرب واحكمهم من سادة مكه..
وسأله احد الصحابه:-قال ماذا تقول في محمد؟ قال والله اعلم انه لصادق واعلم كذا وكذا ..يعني ابو جهل يعلم ان الرسول على حق وهو يعتبر من الحكماء
والسؤال؟؟؟؟؟؟
لماذا اطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ابو جهل؟؟؟؟ لمعرفته الحق والحياد عنه.....،،
فالامي.... سهل الانقياد والتعلم والقبول باي علم بسهوله وبالطبع سهل الاقناع....،،
تحيتي لك.................
وفي نظر مانويل كانط :
ارى ان الجاهل هو الذي يجهل أمور الحياة وتجاربها والمخالف للحق واللحقيقة ، ذلك السفيه والاحمق والمتهور و الطيش والذي لا يستطيع ضبط النفسه وفقد سيطرة العقله ولا يسلك السلوك الحكيم الصحيح في اغلب الامور الحياته التي تمر عليه لجهله ولا يسعى من اجل معرفة الحقيقة والطريق الصحيح واصراره على ذلك ،، لان الجهل هو الظلام الدامس الذي لا يستطيع صاحبه رؤية ما حوله ولا يعرف الطريق الذي فيه نجاته ،، لذلك يقال ألد أعداء الإنسان ....الجهل .. والجاهل عدو نفسه ..!!
اما الأمّي ذلك الانسان الذي لا يعرف لا يقرأ ولا يكتب وبها لايقدر علي تصرفة في امورها.
وأمـــــا لطفي أنشتاين يقول في هــــذا :
ما نسب الى فيلسوف الأسلام الخليل بن أحمد الفراهيدي تصنيفه الرجال الى أربعة أصناف ، فمنهم من :
* يدري ويدري انه يدري، وقال هذا عالم فأسالوه .
* يدري ولايدري انه يدري، وقال هذا ناس فذكروه .
* لا يدري ويدري أنه لايدري وقال جاهل فعلموه .
* لا يدري ولا يدري أنه لايدري، وقال هذا فاسق فاحذروه .
شخصيا اميل للتعريفات اعلاه واراها اكثر دقة ووصفا لصنوف البشر ، واذا اتخذنا هذه التصنيفات كمعيار ، فان من نسميه نحن بالجاهل انما هو ذاك الفاسق الذي حذرنا منه الفراهيدي ، فهو لا يدري ولا يدري بانه لا يدري - اي لا يعترف ولا يقر بجهله وقصور تفكيره - وبالتالي فهو اشد خطورة على المجتمع من بقية الاصناف الثلاثة الاخرى ..
اما مانسميه نحن بالامي فهو في الواقع من اطلق عليه الفراهيدي وصف الجاهل ، وليس الجهل عيبا او مشكلة طالما ان صاحبه مدرك ومقر بهذا القصور ولديه الاستعداد الكافي لتلافيه ، وهنا ياتي دور المجتمع ومن هم على درجة اعلى من العلم والمعرفة في الاخذ بيده وارشاده وتعليمه بما يجهل ..
وبعيدا عن الفراهيدي وتصنيفاته للبشر ، فان قضية الجهل والعلم هي في رايي مسألة نسبية وليست مطلقة ، فالامي قد يكون جاهلا بفنون القراءة والكتابة لكنه قد يكون موسوعة ومرجعا لا يستغنى عنه في مجال اخر ، وعلى سبيل المثال قد نجد من بين ابائنا "الاميين" من عركوا الزراعة وخبروا دروبها واكتسبوا فيها خبرات تجعل من اي خريج زراعة مجرد تلميذ مبتديء امامهم ، فمن هو الجاهل ومن هو العالم في هذا المقام ؟؟ . اذن ليس هنالك من هو جاهل بشكل مطلق وفي كل الامور ، كما وانه ليس هناك من هو عالم يفقه في كل الامور ، وانما جميعنا نتبادل الادوار والتصنيفات ما بين مقام الجهل وطلب المعرفة في بعض الاحيان الى مقام العلم والخبرة والمعرفة في احايين اخرى ..
على اي حال ، التصنيفات ليست مهمة في رايي بقدر ما يهمنا كيفية تلاقح هذه النماذج سويا لتحقيق مصلحة المجتمع ، ولا شك ان كل هذه الفئات موجودة في اي مجتمع بكثرة ابتداء من مستوى الاسرة فالعائلة فالحي فالجمعيات والمؤسسات وكيانات المجتمع ، خاصة النوع الاخير الذي وصفه الفراهيدي بالفاسق ، ولا اظن ان احد ينكر ظاهرة "الجكار" والمماحكات والمكايدات التي اصبحت سمة مميزة لاي اجتماع لاي جمعية او لجنة - حتى ولو كانت تتكون من افراد معدودين على اصابع اليد الواحدة ، لدرجة انها اصبحت المعوق الاكبر والوحيد لكل مشروع او برنامج اجتماعي مقترح ، رغم اتفاق الجميع من حيث المبدأ ، ورغم توفر كل عناصر ومقومات النجاح لاغلب هذه البرامج .
في رايي الخليل بن احمد سمى لنا بايجاز وفي حكمة منقطعة النظير الاليات التي ينبغي ان يعتمدها المجتمع لاحداث توافق ما بين هذه الفئات والتقليل من الاثار التي يمكن ان تنجم عن هذا التفاوت في العلم والمعرفة ما بين افراد المجتمع، وما علينا الا تفعيل هذه الاليات ووضعها موضع التنفيذ ، وهذه الاليات هي :
* هذا عالم فأسالوه : اي تبادل ونقل العلم والخبرة والمعرفة ممن يملكها لمن يجهلها ، ولعل هذا ما تقوم به روابطنا الطلابية وبعض الجمعيات الثقافية من خلال برامجها الثقافية والدورات المختلفة التي تنظم من حين لاخر كدورات الحاسوب وكورسات التقوية ودروس محو الامية وحلقات القرآن الكريم .. الخ . ربما المطلوب هو فقط مزيد من التنظيم والتطوير لهذه الانشطة .
* هذا ناس فذكروه: الكثيرون من بيننا يتميزون بقدرات عاالية وخبرات لا يستهان بها في بعض المجالات، لكن البعض قد لا يدرك جيدا او يجيد تقدير قدراته وخبراته، او ربما يفتقد الثقة ويحتاج للتشجيع ، وهنا ياتي دور المجتمع بلجانه ومؤسساته في تشجيع امثال هؤلاء باتاحة الفرص لهم لاثبات مقدراتهم وابرازها ..
* هذا جاهل فعلموه : فالجاهل الذي يعلم بجهله ولديه استعداد للتعلم يحتاج بالتاكيد لمن ياخذ بيده ويعلمه ، وهنا ياتي دور الفئة الاولى ممن حباهم الله بالعلم والمعرفة في اي مجال من المجالات ، وليس بالضرورة ان يبادر هؤلاء بعرض علمهم وخدماتهم على قارعة الطرق لمن يرغب انما يجب ان تعمل اجهزتنا الاجتماعية كوسيط يهيء انتقال المعرفة ممن يعلم لمن لا يعلم وبهذا يتحقق "السؤال" الذي اشار اليه الفراهيدي، وصورة ذلك ما تقوم به بعض الروابط الطلابية مثلا من تنظيم للدورات المختلفة واستجلاب الاساتذة والخبراء في مجالات معينة لالقاء محاضرات على العامة .. الخ
* هذا فاسق فاحذروه : اهي دي الماعندها علاج ، لذا فقد اكتفى الفراهيدي بالتحذير فقط دون اقتراح العلاج ، لكن مابطال اذا عندكم حل تتحفونا به ، لكن انا شخصيا ارى ان هذا الصنف آفة بلا علاج نسأل الله ان يخلصنا منها
أعده وأشرف عليه : لطفي أنشتاين