[size=32]
[/size]
" الوردة الحمراء "
* الوردة الحمراء *حين قررت شمس الصباح البزوغ في يوم ربيعي زاهي, و في إحدى حواف حقول
الذرة.
كانت الجارات الثلاث يتبادلن أطراف الحديث مستمتعات بأشعة الشمس الهادئة.
الأولى كانت شوكة الحقول الحادة السوداء, رافعة رأسها نحوأعالي السماء, تتحدى
بعيون القسوة و التباهي الناظر و العابر, وكأنها تقول بلهجة التحدي....
من يجرأ على قطع أو لمس صامدة مثلي..؟
الثانية كانت زهرة الأقحوان الضعيفة, بساقها الرقيقة وأوراقها الخفيفة, يهب النسيم
فيأخذها في مجراه مستسلمة له بسهولة.
و الثالثة كانت الوردة الحمراء بعطرها الفواح, كانت أوراقها تشع منها قطرات
الندى, و في ساقها الخضراء أشواك صغيرة رقيقة لم تقلل من جمالها.
مر الفلاح الضخم بمنجله الحديدي فاستوقفه منظر الجارات الثلاث فكان أول ما لفت
انتباهه تطفل الشوكة القبيحة على هاتين الجميلتين الرقيقتين, فلم يتردد في دسها
بجزمته البنية الثقيلة فغدت الشوكة المتكبرة بين لحظة و أخرى مجرد أغصان
باهتة مدفونة تحت الطين.
مد الفلاح يده إلى زهرة الأقحوان ليقطفها ورغم صراخها و استنجادها إلا أنها لم
تكن قوية بما فيه الكفاية لتنجو أمام هذه الأيدي الخشنة لتصبح أداة للزينة لأيام و
ترمى خارجا كخردة لا تساوي شيئا.
لم يكتف الفلاح بالأقحوان فهم بقطف الوردة الحمراء, لكنها كانت له بالمرصاد,
بأشواكها الرقيقة الحادة أبعدت هذا الضخم عنها و نجت بنفسها.
العبرة من القصة
أختي الغالية....
هل ترضين أن تكوني كالشوكة متكبرة قبيحة النفس يكرهك الجميع فلا يترددون في
إيذائك؟
أم تفضلين أن تكوني كزهرة الأقحوان, ضعيفة النفس يستغلك غيرك حتى يمل منك
فيرميك؟
أختي الغالية....
* لتذوقي طعم النجاح في حياتك, اجعلي شخصيتك كالوردة المحصنة بأشواك الحذر,
لا يشم ريحها إلا من استحقها.*