إبراهيم (بالعبرية: אַבְרָהָם) وتلفظ أبراهام ومعناه الأب الرفيع، وبعد ذلك سٌميَ باسمه إبراهيم[2].؛ هي شخصية بارزة في الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية. وردت سيرة حياته في سفر التكوين وفي القرآن أيضاً. ويُعتقد بأنها صحيحة ضمن هذه الأديان الكبرى حسب ما ورد في كتبهم المقدسة، ولكن يعتبرها بعض المؤرخين اللادينيين ضمن الأساطير لغياب مصادر أخرى تاريخية محايدة عن حياته. تسمى العقائد الإسلامية والمسيحية واليهودية بالديانات الإبراهيمية لأن اعتقاداتهم كانت متأثرة بمعتقد إبراهيم. ذٌكرَ في التناخ (الذي يتضمن كتاب التوراة وكتب الأنبياء عند اليهود[3]) والقرآن بأن إبراهيم كان مٌباركا من الله [4] . في التقليد اليهودي يسمى إبراهيم "أبونا إبراهيم". وَعَدَ الله إبراهيم بأشياء كثيرة وعظيمة، حيث وعدهُ الله بنسل عظيم وأن كل الأمم سوف تتبارك بهذا النسل[5].
يَعتَبر اليهود والمسيحيون بأن إبراهيم هو أبو بني إسرائيل من ابنه إسحاق، الذي قدمه إبراهيم لله كذبيحة بحسب الاعتقاد المسيحي واليهودي[6]. ولكن في التاريخ الإسلامي تظهر طاعة إبراهيم لله بتقديمه ابنه إسماعيل للذبح. ويؤمن المسلمون بأن النبي محمد هو من نسل الابن البكر لإبراهيم الذي هو إسماعيل. يٌعتقد في المسيحية بأن إبراهيم هو مثال يحتذى به في الإيمان. وفي الإسلام يعتبرَ إبراهيم من أهم الأنبياء الذين أرسلهم الله، بل يسمى "أبو الأنبياء" ويعد أحد أولي العزم من الرسل ويسمونه أيضا "خليلُ الله".
محتويات
- 1 حياة إبراهيم
- 1.1 أصل إبراهيم
- 1.2 أسرته
- 1.3 لوط
2 دعوته
3 هجرات إبراهيم
4 في الديانات
4.1 حسب المعتقدات الإسلامية
4.2 حسب المعتقدات المسيحية
4.3 حسب المعتقدات اليهودية
5 وفاته
6 انظر أيضا
7 المصادر
حياة إبراهيم
[th]إبراهيم[/th]
|
الأسرة▼ |
|
|
|
شجرة البلوط المقدسة (بلوطات ممرا)، يُعتقد أن النبي إبراهيم وزوجته استظلا بها
أصل إبراهيم
والد إبراهيم هو تارح وهو العاشر في شجرة النسب من نوح[7]، ولد لتارح ثلاثة أبناء وهم إبراهيم وناحور وهاران وهو والد النبي لوط [8]
ذكرت بعض الروايات أن إبراهيم ولد في حران[9] ولكن معظم الروايات التاريخية تشير إلى أنه ولد في أور القريبة من بابل [10][11] في عهد نمرود بن كنعان[9][12] وهناك تضارب كبير في الروايات حول تاريخ ولادته وجميعها ينحصر في الفترة بين 2324-1850 ق.م حيث يرى الباحثون أن الحسابات القديمة تصل بين 50-60 سنة[13] وحسب رواية التوراة فإن إبراهيم ولد سنة 1900 ق.م وهي أقدم المصادر التاريخية في ذلك[14]
أسرته
- طالع أيضًا: سارة
- هاجر
- لوط
تزوج إبراهيم من ثلاثة نساء وهما سارة وهاجر وقطورة، وقد تزوج سارة في أور والتي كانت تصغره بعشر سنوات [15] والتي انجبت له اسحق وهي في عمر التاسعة والثمانين[16] وقد تزوج إبراهيم من هاجر القبطية والتي أنجبت منه إسماعيل، والأخيرة وهي قطورة والتي أنجبت له ستة أبناء وهم:زمران، يقشان، مدان، مديان، يشباق، شوحا[17]
ورد في سفر التكوين أن إبراهيم عندما تزوج من سارة كان يكبرها بعشر سنوات، في حين كان عمرها 65 سنة عندما هاجر إبراهيم من حران[18]
مع توجه إبراهيم إلى مصر طلب من سارة أن تذكر للملك (أبيمالك ملك جرار) أنها أخته وليست زوجته وتعدد الروايات في ذلك، ومنها أن تخوف إبراهيم من أن جمال سارة يلفت نظر المصرين إليها، فيقتلونه ويأخذونها[19]، أو أن الملك لا يتعرض إلا لذوات الأزواج أو ليجبرها على الطلاق[20]،وأطاعت سارة زوجها. فأخذها ملك مصر، ولكن الله منعه من الاقتراب إليها بعد ان تجلى لأبيمالك في حلم في الليل وقال له: إنك ستموت بسبب المرأة التي أخذتها[21].
حسب العهد القديم فبعد أن بلغت سارة من العمر 76 عاماً ولم تنجب ذرية لإبراهيم، طلبت منه أن يدخل على جاريته هاجر والتي ولدت له إسماعيل وكان عمر إبراهيم 86 عاماً وحدث ذلك قبل مولد إسحاق بثلاث عشرة سنة[22][23]، وقد ولّد ذلك الغيرة في نفس سارة مما دفع إبراهيم لإنزالهما في مكان بعيد وهو وادي مكة[24]
ذُكرت قصة زيارة الملائكة لإبراهيم في الكتاب المقدس والقران وذكرت أن الملائكة جائت لزيارة إبراهيم وحسب الروايات المسيحية والإسلامية فأن ذلك حدث تحت بلوطات ممرا وأمام خيمته في وقت الظهيرة في حبرون، وكانوا ثلاثة على هيئة رجال، ودعاهم للضيافة بعد أن ذبح لهم عجلاً وشواه على الحجارة الساخنة، ولكن الضيوف لم يمدوا أيديهم للطعام، وحينها إزداد خوف إبراهيم، وأخبره الضيوف أنهم ملائكة وأنهم أرسلوا إلى قوم لوط وهو ابن أخ إبراهيم والذي كان يعيش في سدوم، وبشروا سارة زوجة إبراهيم بإنجاب اسحق رغم أنها طاعنة في السن.[25][26]
كان إسماعيل الابن الأكبر لإبراهيم من هاجر جارية زوجته سارة. وكان إسماعيل أول من ذٌكر في سفر التكوين من كتاب التوراة كألابن الأكبر لإبراهيم من هاجر جارية سارة المصرية
ولد اسحق عندما بلغ إبراهيم سنة المائة حسب بعض الروايات، وهو الابن الثاني له بعد إسماعيل، وتحدثت التوراة مطولاً عن إبراهيم وحفيده يعقوب ويعتبر كلاً من إبراهيم واسحق ويعقوب الآباء الثلاثة بني إسرائيل، ولكن التوراة لا تخصص إلا عدداً قليلاً منها لإسحق. ورغم ذلك فمن المنظور اليهودي، كان الآباء الثلاثة على قدم المساواة من ناحية الأهمية ولعب إسحق دوراً مهماً في نشأة وتكوين بني إسرائيل، وحسب المعتقدات اليهودية فإن إبراهيم قد هم بذبح ابنه اسحق استجابة لرؤية في منامه.[27] [28]
لوط
لوط وهو من الأنبياء هو ابن أخ إبراهيم وكان يسكن معه، وقد كان لوط غنياً ويبدو أن كثرة الغنم والبقر والحاجة إلى أرض واسعة للرعي والماء كان سبباً في تفرقهما، وحسب الكتاب المقدس فقد حدثت مخاصمة بين رعاة مواشي لوط ورعاة مواشي إبراهيم في مرتفعات بيت إيل ، ورأى إبراهيم بأنه يتوجب على لوط أن يخضع لأنه ابن الأخ وأن ثروته جاءته بفضل سفره مع عمه وتذكر الروايات بأن لوطاً لم يخضع، وأن إبراهيم كلمه بحكمة، وان النتيجة كانت الهجرة لمكان أبعد حتى تتوفر المياه والمراعي، واتجه لوط شرقاً إلى سدوم وعمورة حيث الأراضي الخصبة التي يرويها نهر الأردن.[29] [30][31]
دعوته
جبل مشهد الطير الإبراهيمي إبراهيم هو مؤسس الحنيفية، وقد بدأت دعوة إبراهيم كما ذكرت بالقران بأبيه وتحذيره من عبادة الشيطان، وانتهت دعوته لأبيه باعتزال إبراهيم له لعله يرتدع، وقد كان يعبد قوم إبراهيم الأصنام والكواكب، ولقد دعاهم إبراهيم لترك عبادتهم وبين لهم أن الأصنام لا تنفع ولا تضر، ولكن عندما لم يستجيبوا لدعوته، حطم إبراهيم الأصنام في يوم عيدهم، ويذكر القران أن إبراهيم ترك أحد الأصنام لإحراجهم، ويذكر القران إنه حدثت مناظرة بين إبراهيم والملك. [32] عقب تحطيم الأصنام، ونتج عن ذلك أن أمر الملك والذي يعتقد أنه النمرود بحرق إبراهيم في النار وأن إبراهيم خرج من النار معافى.[33]، ويعتقد أن ذلك قد حدث في الرها.[34]
حسب العهد القديم فإن إبراهيم هاجر إلى بلاد كنعان استجابة لدعوة الرب بعد أن رُفضت دعواه في أور الكلدانية.[35]
يذكر القران قصة إبراهيم والطيور الأربعة، حيث طلب إبراهيم من ربه أن يريه بعين اليقين كيف يمكنه إحياء الموتى، وتذكر الروايات أن إبراهيم أخذ أربعة من الطير، ثم ذبحها وأسال دمها، وخلط لحومها ببعضها مع الدم والريش ثم وزع أجزاء هذا الخليط الغريب على سبعة جبال، ووقف هو بحيث يرى تلك الأجزاء، وأمسك رؤوس تلك الطيور في يده فتطايرت تلك الأجزاء، وعادت الأشلاء تتجمع، حتى قام كل طائر لوحده ولكن من غير رأس.[36]
هجرات إبراهيم
خريطة تنقلات إبراهيم حسب سفر التكوينإن خط تنقلات إبراهيم كما وردت في سفر التكوين كالتالي؛
أور ← بابل ← حاران ← شكيم[37] ← بيت إيل ← مصر ← بيت إيل[38] ← حبرون ← دمشق ← حبرون ← جرار[39] ← بئر السبع ← مريا[40] ← بئر السبع ← حبرون[41]
ولد إبراهيم في أور الكلدانية وعاش فيها مع والده وإخوته وتزوج فيها من سارة، ولكن عندما توفي أخيه هاران وهو أبو النبي لوط، أخذ إبراهيم أسرته ومعهم لوط وهاجروا إلى بلاد كنعان، ومروا شمالاً بمجن بابل ومن ثم إلى حاران، ومن ثم اتجهو جنوباً إلى دمشق.[42]
رحل إبراهيم مع زوجته سارة إلى أرض كنعان ومعهم ابن أخيه لوط وزوجته، وأقام لفترة قصيرة في شكيم (نابلس) وبنى مذبحاً للرب كما تذكر التوراة ثم اتجه جنوباً إلى بيت ايل وعاي (بالعبرية: הָעָי) (يقع التل في دير دبوان) ثم أنتقل جنوباً إلى النقب [43] في طريقه إلى مصر بعد حدوث المجاعة[44]
وبعد ذلك عاد إلى جنوب فلسطين، وفي بيت إيل انفصل إبراهيم ولوط بسبب الأملاك الكثيرة وقلة المراعي، وقد سكن إبراهيم في حبرون حيث اشترى المغارة عند بلوطات ممرا، وتنقل إبراهيم في مناطق كنعان القريبة من حبرون مثل مدينة جرار وهي تقع جنوب شرقي غزة وكذلك مريا القريبة من القدس في الشمال.
في الديانات
المسجد الإبراهيمي في الخليل حيث مغارة المكفيلة ويعتقد أن إبراهيم دفن فيها
بئر إبراهيم في مدينة بئر السبعلإبراهيم مكانة عالية من الاحترام في ثلاثة أديان عالمية كبرى هي اليهودية والمسيحية والإسلام. وفي اليهودية هو الأب المؤسس وهو العلاقة الخاصة بين الشعب اليهودي والله - وهو الاعتقاد الذي يستمد منه اليهود موقعاً فريداً باعتبارهم شعب الله المختار، وفي المسيحية يذكر بولس الرسول أن إيمان إبراهيم بالله جعله النموذج الأول لجميع المؤمنين، المختونين وغير المختونين، وفي الإسلام ينظر إلى إبراهيم على أنه كان مسلماً وأنه الرائد الأول للمسلمين وما يعرف ب"ملة إبراهيم" [45]
حسب المعتقدات الإسلامية
يركز الإسلام على إبراهيم أكثر من اليهودية أو المسيحية، وذكر إبراهيم في 35 موضعاً من القرآن، وأكثر من أي شخصية أخرى في الكتاب المقدس باستثناء موسى، والمسلمين يعتبرونه نبي وأب ورمزا للمسلم المثالي، وفي التقاليد الإسلامية ينظر لإبراهيم أنه الرائد الأول للإسلام، وأن هدفه ورسالته طوال حياته كانت لإعلان وحدانية الله. ويشار لابراهيم في الإسلام ب"إبراهيم الخليل" وهذا يعني أنه صديق الله. [46] [47] [48] وفي كل صلاة هناك ما يعرف بالصلاة الإبراهيمية وفيها الدعوة بالصلاة والتبريك لمحمد وإبراهيم وآلهم.[49]
تعتبر الكعبة من أكثر الأماكن تقديساً في الإسلام، وقد وردت قصة بناء إبراهيم وابنه إسماعيل لقواعد الكعبة في القران وبجانب الكعبة يوجد مقام إبراهيم وهو الحجر الذي قام من عليه بالأذان والنداء للحج بين الناس.[50]
الحج وهو الركن الخامس في الإسلام مرتبط بشكل وثيق بإبراهيم، فإبراهيم وبعد بناء الكعبة أذن بالناس بالحج، ويعتقد المسلمون أن أركان الحج هي تقليد لما قام به إبراهيم وأن الإسلام صحح ما أفسدته الوثنية التي أدخلها عمرو بن لحي.[51] [52]
حسب المعتقدات المسيحية
إبراهيم لا يذكر كثيراً في المسيحية كما يفعل في اليهودية والإسلام فيسوع المسيح هو محور المسيحية، وفكرة وجود المسيح الإلهي هو ما يفصل بين المسيحية من غيرها من الديانتين ، وكنيسة الروم الكاثوليك تدعو إبراهيم ب"أبانا في الإيمان" في الصلاة الإفخارستية، ويقام لابراهيم قداس في الكنائس المارونية والقبطية والكنيسة الشرقية الآشورية والكنيسة الكاثوليكية الرومانية والكنيسة اللوثرية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. [53] [54]
حسب المعتقدات اليهودية
في التقاليد اليهودية يسمى إبراهيم أو أفراهام ب"أبونا إبراهيم"، مما يدل على أنه يمثل السلف البيولوجي لليهود (بما في ذلك المتحولين، وفقاً للتقاليد اليهودية)، وهو أول يهودي.
وفاته
تختلف الروايات في المدة التي عاشها إبراهيم ولكن أقلها يتحدث عن 175 سنة، [55] [56]وقد دفن في مغارة المكفيلة في حبرون وهي المغارة التي اشتراها إبراهيم من عفرون بن صوحر الحثي لتكون قبراً له ولأسرته بأربع مئة شاقل فضة، وكلمة مكفيلة هي كلمة سامية تعني مزدوجة حيث كانت المغارة كانت تتكون من قسمين، وكانت المغارة في طرف الحقل الذي يستخدم للزرع[57]، وقد دفنت فيها سارة وكذلك إسحق وزوجته رفقة ويعقوب وزوجته ليا.