18 متـــــورطا في أحـــــداث الشغب أمــــــــام العدالة
كشف الأمين العام لولاية غرداية، علي بولعتيقة، عن تكفل مصالح الولاية بضحايا الأحداث التي وقعت في وادي ميزاب ليلة الجمعة إلى السبت، مفندا سقوط ضحايا آخرين عكس ما سربته بعض الوسائط الاجتماعية المختلفة التي تسعى حسبه إلى إدامة الفتنة وتجديد الصراعات هنا وهناك لتسهيل وقوع عمليات إجرامية. وقال بولعتيقة إن خلية الأزمة التي شكلها الوالي عبد الحكيم شاطر تكفلت بضحايا العنف المتجدد في المنطقة وحرصت على تقديم واجب العزاء لعائلتين في مصابها الجلل إثر مصرع شخصين طاعنين في السن نتيجة استنشاقهما غازات مسيلة للدموع التي ألقيت بنقاط حساسة في ساحة الشغب.
على الصعيد الميداني، عاد الهدوء النسبي بعد يومين من العنف إلى أحياء “بؤرة الصراع الطائفي” على غرار الحفرة، ببابا سعيد وعين وبو، حيث تشهد وادي ميزاب، منذ ساعات صباح أمس، هدوءا مشوبا بالحذر وذلك في ظل تواجد مكثف للشرطة والدرك على مدخل المنطقة من الجهة الشمالية بالقرب من محور شارع “الحفرة” الرئيسي، تحسبا لأي طارئ. وقد سمح انتشار قوات حفظ الأمن في النقاط الحساسة وتدخل الأئمة والعقلاء والشخصيات الاجتماعية البارزة من الإباضيين والمالكيين المتساكنين بهذه المنطقة بإعادة الهدوء، عقب حدوث أعمال شغب وتخريب دامت 48 ساعة كاملة. ومكنت عودة الهدوء من فتح المحلات التجارية من جديد وعودة حركة المرور إلى كثافتها المعهودة عبر مختلف أحياء عاصمة وادي ميزاب. وقال حمو مصباح عضو بارز بخلية التنسيق ورصد الأحداث في ولاية غرداية إن التوتر لا يزال قائما في المنطقة، الأمر الذي يثير الخشية من عودة المواجهات التي تهز المدينة منذ ديسمبر سنة 2013 خصوصا في فترات الغضب الداخلي، والتي يمكن أن تخلق مشاعر عدم الثقة، مفندا من جهة أخرى سقوط ثالث ضحية في أحداث العنف عكس ما روجته بعض الوسائط التي ربما تكون وراء تجدد الأحداث الأليمة في المنطقة. وقال مصباح إن ما قامت به قوات مكافحة الشغب لا يمكن أن يتكرر مجددا بسبب الاعتقالات العشوائية والاعتداء على بعض المسالمين وهو ما شجع على زيادة التوتر في الأحياء الساخنة، قائلا إن خلية التنسيق كانت تبحث عن إخماد بؤر التوتر في وادي ميزاب التي تعيش صراعات غير بريئة النوايا، في الوقت الذي دخلت فيه قوات الأمن في حملة اعتقالات طالت أشخاصا لا علاقة لهم بالأحداث، ولحسن الحظ تم الإفراج عن 34 شخصا كانوا قيد الاعتقال بينما تم الإبقاء على 18 آخرين يشتبه في تورطهم المباشر في هذه الصدامات العنيفة، تقوم الهيئات القضائية المختصة بالنظر في تهمهم منها الإهانة والعنف ضد القوة العمومية، التخريب، العصيان والتجمهر المسلح وحيازة أسلحة محظورة. وقال مصدر محلي إن المعتقلين قاموا برشق قوات الأمن بزجاجات حارقة (مولوتوف) ومقذوفات محظورة وشتى أنواع الحجارة. كما أسفرت الخسائر حسب تصريحات الأمين العام للولاية عن حرق 10 منازل لميزابيين أمازيغ وشعابنة عرب و12 مركبة و5 محلات تجارية أحرقت بالكامل، ناهيك عن تخريب حوالي 15 إشارة مرورية.