تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
ما الفرق بين الرجل الجزائري والرجل المشرقي ؟ jallil za3ime
عجزت اللهجة الجزائرية عن مواكبة تطورات مفردات العشق وفي التعبير عن الحب أمااذا لم يجد الجزائري غير لهجته للتحدث عن مشاعره فلا تفوتي ايتها المراة فرصة النظر الى وجهه الذي يتصبب عرقا وحياءا واحمرارا وكبرياء كأن شيئا كبيرا قد فقده وربما لوخيروه بين البوح والاحتلال فسيفضل احتلال ارضه عن احتلال الروح والتعبير عن الحب ورغم ذلك فالجزائري كائن عاطفي جدا وحينما يحب فهو عملي يقدم الفعل قبل القول ليبرهن عن حبه.
عندما نزلت لفترة في وطن عربي شقيق أنا المقبلة من مدن الصمت المطبق اندهشت من كمية المفردات المليئة بالمعاني الجميلة فبمجرد أن دخلت المطار وجدت الكثير من البوح في استقبالي لدرجة انني لم أفرق بين الكلام الذي يقصد منه الغزل والذي يقصد به التعامل بذوق كنت أرد ببعض الخجل على هذه المجاملات اللطيفة التي ظلت تطاردني في كل مكان فأعلنت الحرب عليها حتى أفرق بين الجد والهزل.
ومن جهة أخرى أدركت النظرة التي يحملها بعض رجال المشرق العربي الى نساء المغرب العربي بأن الواحدة منهن سهلة الاختراق فتراهم يسرعون الى ايجاد قناة للتواصل ومحاولة اقامة علاقة تتحرك في اتجاه واحد ألا وهو اتجاه( ثقافة الفرصة).. فكيف تبرمج هؤلاء الرجال على هذه الفكرة ؟ وكيف تبرمج الرجل العربي على الكثير من الأفكار الأخرى؟
أن تعشق المرأة الكلام الجميل لايعني اطلاقا أنها لاتفضل رؤية القول متجسدا في الفعل فالقول لوحده تخدير موضعي مؤقت والرجل الذي يبارك ثورة المرأة الواعية ويتعاطف مع حريتها ويستمع الى شهقتها الحزينة هو نفسه الذي يتركها تحلق في المدى وحيدة ويتجه الى أخرى فاتنة متنكرة مستسلمة عن كيد وينجذب الى كرنفال الضوء فتقتنصه.
هذا ما يعشقه أكثر وينطبق تماماعليه المثل الفرنسي القائل :"كوني جميلة واصمتي" هذا الرجل المتكىء على التفوق والامتيازات التي ورثها سلفا ودون عناء والذي شرب نخب الانتصار على هزائم المرأة السرية وغرس عوسج النصر في دموعها الصامتة وحول أنوثتها لحلبة صراع وأسئلة هو عاجز في حقيقة الأمر على ملامسة حنايا امرأة موجوعة بسببه وعاجز عن فعل التقمص الوجداني الذي يتيح له الشعور بوجدانها وطالما لم يتمكن من لمس ذاته ومكاشفتها والوقوف عند بؤر التوتر التي تعرقل بوصلة رؤاه مدا وجزرا وطالما تقبل ارثه التاريخي دون مراجعة أو تصحيح فمعادلة التكامل لن تتحقق بين الرجل والمرأة ومادام الفعل والقول منفصلان ولا يتقاطعان دائما فسيحدث دوما انشقاق وانعطاف في العلاقة