أكدت دراسة طبية السبت أن منطقة محددة في الجهاز العصبي يؤدي الخلل فيها إلى الإصابة بمرض التوحد وأن هذا الخلل يمكن علاجه فيما وصفته الدراسة بـ"سابقة هي الأولى من نوعها لشفاء الأطفال المصابين بهذا المرض".
وذكرت الدراسة السويسرية إلى أن الاطباء في جامعة بازل للأبحاث الحيوية أكدوا "أن السبب في الإصابة بالتوحد يعود إلى تحورات تصيب 300 من الجينات، أهمها التي تصيب الجين المعروف باسم نيوروليجين 3 المسؤول عن بناء نقاط الاشتباك العصبية التي تمثل حلقة الوصل بين الخلايا العصبية في جسم الإنسان" وفقا لوكالة أنباء الكويت.
وأضافت الدراسة "أن الباحثين تمكنوا من خلال التجارب على الفئران التعرف على أن الخلل في هذا الجين يؤدي إلى فقدان التواصل بين الخلايا العصبية، وتشوش على التواصل بين الدوائر العصبية المرنة ما يعوق انتقال الإشارات العصبية ومن ثم الإصابة بالتوحد".
وأوضحت الدراسة "أن الزيادة في انتاج الحمض الأميني المتسبب في المرض يمكن التغلب عليها من خلال علاج الجين الذي يحمل اسم نويرولوجين 3، حيث أثبتت التجارب على الفئران أن تلك الخطوة تؤدي إلى إعادة مسار نقل الإشارات العصبية إلى طريقها الطبيعي".
وذكر الباحثون أن هذه الطريقة أدت إلى اختفاء الخلل الذي يصيب عملية نقل الإشارات العصبية تماما وعودة دائرة نقل المعلومات بين المخ والجهاز العصبي بشكل طبيعي تماما ما يعني القضاء على مرض التوحد نهائيا.
وأضاف الباحثون "أن تطبيق نتائج الدراسة في الصناعات الدوائية لإنتاج دواء يعالج التوحد سيكون خطوة كبيرة لا سيما أن علاج المرض يعتمد عادة على الطرق التربوية لإكساب الطفل طرق التعامل مع الذات والآخرين".
ومرض التوحد هو إحدى حالات الإعاقة التي تقف حائلا أمام استيعاب المخ للمعلومات، وكيفية التعامل معها، ما يسبب للطفل مشكلات في كيفية الاتصال بمن حوله وخلل في اكتساب مهارات التعليم السلوكي والاجتماعي.
ويظهر المرض خلال مراحل مبكرة من عمر الطفل لكنه يستمر طيلة العمر إذا لم يتم تدريب الطفل على مهارات التواصل الاجتماعي والقدرة على التحصيل الدراسي والأنشطة الترفيهية بآليات تربوية معينة.