Enlarge font
أثارت الصور التي سربت من قرية البضائع بمطار القاهرة استهجان الجزائريين الذين رفضوا هذا السلوك في حق جثمان الراحلة وردة الجزائرية الذي كان ملفوفا بالعلمين الجزائري والمصري، ورغم سيل تعليقات المواطنين المعبرة عن اشمئزازهم من فكرة معاملة نعش الراحلة وردة الجزائرية كبضاعة، فإن كل التحليلات اتجهت إلى أن الأشقاء المصريين قاموا بواجبهم منذ وفاة الراحلة إلى غاية المطار.
استنكر أمس سفير مصر في الجزائر عز الدين فهمي الطريقة التي عومل بها جثمان فنانة العرب وردة الجزائرية في مطار القاهرة. وأكد في اتصال مع الشروق من مصر، أين يخضع لمتابعة صحية، إن هذا التصرف "المشين" لا يمكن أن يصدر عن إنسان سوي "هذه اهانة لا تغتفر في حق ابنة مصر التي طالما احتضنها الشعب المصري وأحبها واحترمها. وردة لم تشعر يوما بالغربة، لأنها عاشت وسط أهلها. أنا متواجد في مصر للعلاج ولست ملما بتفاصيل الصور التي التقطت في غرفة المطار، إلا أنني اتأسف واعتذر عن هذا التصرف الفردي غير المسؤول. احترام الميت أمر مقدس والجثامين في مطار مصر وكل مطارات العالم لها احترامها بغض النظر عن أصحابها، لأن ذلك احترام للآدمية ولو كان الجثمان لعدو أو أسير، فما بالك بابنة أرض الكنانة".
وعزى السفير المصري كل العالم العربي في مصابه "وردة الجزائرية مواطنة مصرية وإنسانة رائعة قبل أن تكون فنانة، تربينا على روائعها وكل الشعب المصري يحبها ويحترمها. والأكيد انه انزعج كما انزعجنا أيضا من تصرف أشخاص غير مسؤولين".
وكان سكان مملكة "الفايسبوك" و"التويتر" قد أمطروا صفحاتهم منذ ظهور الصور بوابل من التعليقات الساخطة، وعبر كل منهم بطريقته عن تذمره واستيائه من المسؤولين الذين أشرفوا على نقل الجثمان بتلك الطريقة ولم يراعوا حساسية الموقف وتعاملوا مع الجثمان كأية بضاعة أخرى، لأن الأمر يتعلق بجثمان سيدة صنعت أفراح الجزائريين والمصريين على السواء، وكانت بحق جزائرية مصرية في آن واحد، وهو ما تجسد فعلا في آخر مشهد لها وهي ملفوفة بالعلمين الجزائري والمصري، إلا أن الغالبية اعتبرته تصرفا فرديا لا يعبر عن نية مبيتة لإيذاء مشاعر العائلة أو الجزائريين، مؤكدين على أن المصريين لطالما اعتبروا وردة مواطنة مصرية.
هذا ونقلت "دي برس" عن مصدر مسؤول في مطار القاهرة "انّه و بعد وصول جثمان الراحلة، أُدخل إلى قرية البضائع بعد تحنيطه وتفريغ الأعضاء الحيوية منه، وحقن الأعضاء الرخوية والعروق بمادة الفورمالين، ثم تم وضعه داخل صندوق خشبي مغلق بطبقة من الرصاص، ومبطن بمادة القصدير. ورافقت الجثمان ابنتها وداد بعد ما تعذّر على ابنها رياض الوصول إلى القاهرة. وقد ظلّ في الجزائر لإنهاء الإجراءات المتعلقة بدفن الفنانة في مقبرة "العالية" بالعاصمة".
وتجدر الإشارة إلى أن محبي أميرة الطرب العربي في القاهرة قرروا إقامة عزاء كبير لها الجمعة المقبل في "مسجد الحامدية الشاذلية" في القاهرة لإعطاء الفرصة لذويها للعودة والمشاركة في وداع فنانة لا يمكن اختصار حياتها "في يوم وليلة". من جهته تأسف الشاعر المصري صديق فقيدة الطرب العربي عبد الرحمن الأبنودي من عدم تمكن مصر دولة وشعبا من إعطاء وردة حقها في ظل الظروف التي تمر بها مصر إضافة إلى فترة الانتخابات الرئاسية المصرية التي غيبت وردة من الإعلام المصري السمعي البصري.