حياة صعبة
** قد يكرهك أقرب الناس إليك..
** و ألصقهم بك..
** وأوثقهم صلة بحياتك..
** ورابطة دم معك..
** لمجرد أنك صاحب ثروة..
** أو صاحب جاه ..
** أو صاحب قبول عند الناس..
** فإن ذلك شيء مؤلم ومحزن وقاتل..
** لكن..
** ان يقبل عليك الناس..
** ويظهرون لك من الاهتمام..
** ومن المحبة..
** ومن التفاني في خدمتك ورعاية مصالحك.. ما يثير حفيظة الآخرين..
** لمجرد ان الله قد أعطاك المال..
** أو أعطاك الجاه..
** أو أعطاك الحظوة..
** أو أعطاك الحظ..
** فإن ذلك أيضاً.. شيء مزعج ومدمر..
** فانت اذا لم تكن مطلوباً لذاتك..
** لمحبتك للناس..
** ولاهتمامك بأهلك وأصحابك وذوي قرباك..
** ورعايتك لمصالح غيرك..
** تماماً كما هي رعايتك لمصالحك انت..
** فإنك تحس بينك وبين نفسك باستمرار..
** بتفاهة الناس..
** ووصوليتهم..
** وتسابقهم في الوصول إليك..
** أو الفوز برضاك..
** كما تشعر بأن الحياة لاقيمة لها..
** ما دام البشر لا يهتمون بقيمتها..
** ولا يتعاملون فيها على أسس أخلاقية..
** ولا يحبونك لأنك تُحب..
** ويخدمونك لأنك تستحق ان تُخدم..
** ويكبرونك لأنك تستاهل منهم كل الإكبار..
** إذا تمكن منك هذا الشعور..
** وأحسست بأن كل من حولك وما حولك تافه..
** وغير مريح..
** وغير مطمئن..
** فإنك لا تشعر بالأمان أو الراحة..
** وحين يصل الأمر بك إلى هذا الحد..
** فيقتتل الابن مع أمه..
** والأخ مع اخوته..
** ويتحول الأهل وذوو القربى إلى خصوم..
** بسبب المال..
** بسبب الشهرة..
** بسبب القيمة..
** فأي معنى للحياة..
** وأي شعور بالاطمئنان يمكن ان تحصل عليه؟
** فكم هو صعب..
** ان تعيش غريباً..
** في وطنك..
** وبين أهلك وذويك..
** وحتى بينك.. وبين نفسك..
** فالمال وان كان مصدر سعادتنا..
** والجاه.. وان كان سبباً في طمأنينتنا..
** والحظوة وان كانت أكبر دافع لنا على الإقبال على الحياة..
** إلا اننا ..
** لا يمكن ان نكون سعداء بهذا وذاك..
** اذ كان هناك من يحسدنا..
** أو يطمع فينا..
** أو يتمنى زوال نعمتنا..
** أو يقترب منا كلما وضعنا ايدينا في جيوبنا..
** ويبتعد..
** ان نحن توقفنا عن العطاء..
** ولم نعد نفتح لهم صدورنا..
** أو نعيش همومهم لحظة بلحظة..
** أو نتعاطف معهم..
** أو نشفق عليهم..